داخل “المدينة الأشباح” الماليزية بقيمة 100 مليار دولار

داخل “المدينة الأشباح” الماليزية بقيمة 100 مليار دولار . في قلب الأزمة العقارية التي تعصف بالصين، تبرز قصة مشروع “فورست سيتي” في ماليزيا كواحد من أكثر التجارب إثارة للدهشة. ما بدأ كحلم استثماري ضخم بقيمة 100 مليار دولار تحول إلى مدينة أشباح، تعكس التحديات التي تواجه الشركات الصينية الكبرى مثل “كانتري جاردن”، التي تكافح الآن لسداد ديون هائلة. المشروع،
الذي كان يهدف إلى جذب الطبقة المتوسطة الصينية للاستثمار في عقارات خارجية، أصبح اليوم مثالاً صارخاً على الإخفاق. الأبراج الشاهقة التي يفترض أن تستوعب مليون شخص تقف شبه خالية، والشوارع المهجورة تروي قصة طموح تحول إلى كابوس. حتى السكان القلائل الذين يقيمون هناك، مثل “جوان كاور”، يعترفون بالشعور الغريب بالعزلة في هذا المكان.
الوضع المالي لـ”كانتري جاردن” يزيد الطين بلة، حيث تخفض الشركة رواتب كبار مسؤوليها في محاولة لمواجهة أزمتها. المشاريع الضخمة مثل “فورست سيتي”، التي كانت تُعد فرصاً استثمارية واعدة، أصبحت الآن عبئاً ثقيلاً على المستثمرين الذين وضعوا مدخراتهم فيها. القصة لا تقتصر على الخسائر المالية فحسب، بل تمتد إلى الآمال المحطمة للمقيمين مثل “نظمي همفية”،
الذي فضل المغادرة بعد أشهر من العزلة. المشروع الذي وُعد بأن يكون تحفة عمرانية تحول إلى مكان أشبه بمنتجع مهجور، حيث حتى أبسط المرافق، مثل قطار الأطفال، تعمل دون ركاب. في النهاية، تظل “فورست سيتي” شاهدة على مخاطر التوسع العقاري غير المدروس،
وتذكيراً صارخاً بأن حتى أكبر الأحلام يمكن أن تتحول إلى كوابيس إذا لم تُدعم بخطط واقعية. .